الاثنين، 19 يونيو 2017

بالي جميلة إندونيسيا الساحرة

تنبيه هام


أن جميع مايطرح في المنتدى يعبر عن وجهة نظر كاتبه

بسم الله الرحمن الرحيم


بالي جميلة إندونيسيا الساحرة... تقدم لزوارها الصفاء الروحي والجسدي

أصبحت جزيرة بالي الإندونيسية في المتناول، بعدما أنشأت «طيران الإمارات» خطاً جوياً مباشراً من دبي. وقد طارت إلى الجزيرة مجموعة من الصحافيين العرب والأجانب في الرحلة الافتتاحية في طائرة حديثة من طراز بوينغ 777-300ER. وبهذه الوجهة، أصبحت بالي المحطة رقم 148 على شبكة شركة الطيران، تضاف إلى 23 وجهة ضمن 13 دولة في منطقة حوض المحيط الهادئ الآسيوية. ولأن مدّة الرحلة 9 ساعات تقريباً من دبي إلى بالي، أرادت الشركة ترفيه المسافرين في كل درجاتها من خلال نظام ICE الذي يوفر أكثر من 2000 قناة منوعة تعرض أفلاماً بلغات مختلفة منها الإنكليزية والعربية والإيطالية، وتبث أغنيات وموسيقى وبرامج تلفزيونية من حول العالم إضافة إلى ألعاب الفيديو.

عندما وصلنا إلى مطار دنباسار، عاصمة بالي، استقبلنا وفد كبير من المسؤولين والعاملين في المطار بالورود، ورحبوا بنا ترحيباً حاراً من خلال تقديم فرقة «غاميلان» المحلية موسيقى تقليدية ترقص على وقعها فتيات من سكان الجزيرة التي يعيش فيها شعب متواضع وبسيط جداً، يكرّم الزائر بكل طاقته ويشعره بأنه ليس غريباً عن هذه البلاد الاستوائية.

تعد بالي من أجمل الجزر الآسيوية ومن أكثرها استقطاباً للسياح، فهي تجمع المناظر الطبيعية الخلابة والشواطئ ذات الرمال الذهبية والمعابد الأثرية الكثيرة، وكل منها يحكي قصة من الحضارة الهندوسية المنتشرة بين سكان الجزيرة. وتكثر في بالي الغابات الاستوائية والأنهر والوديان والشلالات، وتضم سلسلة جبال بركانية ممتدّة من غرب الجزيرة إلى شرقها.

منتجع «ميليا بالي»

في منطقة نوسا دوا يقع منتجع «ميليا بالي» حيث نزل الوفد الصحافي. يشارك هذا المنتجع نزلاءه في تجربة الاندماج في حضارة بالي الاستوائية، فهو بمثابة ملاذ سحري تتجسد فيه الحضارة الإندونيسية، سواء في الحدائق الخضراء الفسيحة أو المباني ذات الأسقف المصنوعة من القش، أو أحواض السباحة الشبيهة ببحيرات طبيعية متعرّجة. ويتمتّع المنتجع بموقع منعزل على ساحل بالي الجنوبي، ويتضمن بحيرات زهر اللوتس والنوافير والمنحوتات الحجرية وحدائق واسعة، يمكن الزائر أن يسير فيها بحثاً عن رياضة صباحية أو متنفّس بعيداً من الهموم اليومية، وخصوصاً إذا كان آتياً من بلاد تكثر فيها الهموم...

وتجسّد قاعة الانتظار في «ميليا بالي» الهندسة المعمارية التقليدية في الجزيرة، خصوصاً الأسقف المرتفعة والمزخرفة برسوم تسرد روايات متعلّقة بالدراما الهندوسية، وهي فلسفة تقوم على مبدأ «العوامل الثلاثة لتحقيق السعادة» الذي يهدف إلى تحقيق التوازن والانسجام في علاقة الإنسان مع الطبيعة ومع الغير ومع السماء وفقاً لثلاثة مستويات مختلفة. أما طاقم العمل فمؤلف من موظفين من الجيل الجديد ليتفهموا حاجات النزلاء، وهم يسعون إلى تزويدهم إقامة استثنائية ويوفرون لهم أجواء ودية وخدمة فعالة.

يضم المنتجع خمسة مطاعم تقدّم أطباقاً إندونيسية تقليدية ،غنية بتوابل استوائية ،وأطباقاً من مطابخ عالمية، يشرف عليها كبير الطهاة الفرنسي كريستيان بوليو.

ولا تكتمل الرحلة إلى إندونيسيا دون رمي الهموم والاسترخاء في «YHI spa» الموجود في منتجع «ميليا بالي». و «يهي» تعني الشمس والقمر والأزهار، وهي عناصر مثالية للاستجمام والاسترخاء، متوافرة في جلسات «ريفلكسولوجي» التي يخضع لها الزائر.

استكشاف

ومن الفندق إلى اكتشاف بالي. تبدأ الرحلة بزيارة معبد في منطقة أوبود، حيث يقدّم مؤدّون رقصة «ذا بارونغ آند كريس دانس» التقليدية التي تسرد حكاية الصراع الأزلي بين الخير والشر. وفي هذه الحكاية، ليس هناك رابح وخاسر لأنه وفقاً للمعتقدات السائدة، يترافق هذان العنصران منذ بدء الكون ويحافظان على توازنه. وعلى رغم الخلافات والمشاجرات الجسدية التي يقوم بها الراقصون، ينتهي العرض ببقاء كل منهما في كل تفصيل بشري.

وعلى طريق أوبود، لا يرى الزائر سوى معابد على جهتيه بين أشجار كثيفة ومرتفعة، فهذا الشعب متمسك بمعتقداته إلى درجة أن كل منزل في هذه المنطقة وفي بالي أيضاً يملك في باحته معبداً، بحيث يصبح من الصعب جداً التمييز بين معابد المنطقة وبيوتها. وفي نهاية الطريق يظهر سوق شعبي يزدحم بالسكان الذين افترشوا الأرض ليبيعوا ما قدرت على صناعته أياديهم الخشنة، من ثياب وحلي وتذكارات وشالات وبهارات وكثير من الصناعات الزخرفية اللماعة التي تعكس وهج الشمس في عيون المارة الذين ينظرون محتارين إلى أي صوت يتوجّهون وأي نداء يلبّون. بضاعة هذا السوق لا تختلف من بقعة أرض إلى أخرى، فكل «التجار» يبيعون الأشياء نفسها ولكن ما يختلف هو السعر. هنا، على الزائر أن يجادل في الأسعار ليشتري الأشياء بأقل سعر ممكن. ولكن عندما يرى السائح البساطة في عيونهم والفقر الكبير الذي دفعهم إلى التوسل ليشتري أحد منهم، ينفطر قلبه ويشعر بأنه يريد إعطاءهم أكثر من السعر الأساسي لعلّه يرى ابتسامة صغيرة على وجوههم الكادحة.

ومن السوق إلى حقول الأرز الخلابة التي تجعل كل من يرى اخضرارها النقي والصافي يدمن مشاهدتها. تأخذ هذه الحقول شكل درج منظّم، وهي متعرّجة ويمكن أن ترى في خلفيتها أشجار جوز الهند المنتشرة أيضاً في شكل كبير في الجزيرة. وينتشر في هذه المنطقة بائعو المشغولات اليدوية كالمنحوتات الخشبية واللوحات. عشرات السياح يلتقطون الصور إلى جانب مزارع كهل، بين يديه خشبة، على كل طرف منها سلّة مليئة بنبات الأرز. ذهبنا لالتقاط صورة معه فابتسم ورسم لنا بإصبعين إشارة تدل على أنه يريد مالاً مقابل الصورة. ابتسمنا بدورنا وعندما اقتربنا منه، لاحظنا كمية النقود الكبيرة الموجودة في جيب قميصه المتّسخ وشعرنا بأنه يملك نقوداً أكثر من الوفد الصحافي كلّه!

ومن حقول الأرز إلى حقول القهوة حيث يمكن تذوق أنواع مختلفة من القهوة والشاي. والأمر الذي يميّز هذه الحقول عن غيرها في العالم، هو أن في بالي حيواناً اسمه «لواك» ينتج القهوة بطريقة «مبتكرة» وهو يعد بمثابة ثروة تدر أموالاً كثيرة على الجزيرة. وبالعودة إلى هذا الحيوان الموجود في إندونيسيا فقط وطريقة إنتاجه القهوة، يقول صاحب عامل في هذا المكان إن «لواك يأكل حبوب القهوة وعندما تصل إلى معدته، تبدأ إنزيمات العمل على الحبوب وتزيد كمية الكافيين فيها وعندما يخرجها، نضعها في الشمس حتى تيبس ونزيل الأوساخ عنها ونبيعها لمن يريد». ليس سهلاً تذوق هذه القهوة وفقاً لقصّتها، ولكن الفضول يدفع إلى القيام بهذه «المخاطرة». طعمها غريب لكنه لذيذ، وإذا لم يعرف المحتسي حكايتها سيطلب من المقدِّم مزيداً منها.

وعلى رغم الحشرات الكثيرة التي تزعج الزائر باستمرار والنقص في البنى التحتية والرطوبة الشديدة، فبالي تحبس الأنفاس وتأسر القلوب بالمشاهد الطبيعية التي تجعلها جزيرة ملوّنة يأتي إليها كل طالب استجمام وقاصد راحة. غروب الشمس الذي رأيناه من معبد في أوبود لا مثيل له، يعطي كل من يشاهده سلاماً داخلياً وصفاء ذهنياً وذكريات يأخذها معه إلى وطنه وتبقى راسخة في ذهنه.

هذه المقال منقول لكم لتوفير كافة المعلومات عن

http://ift.tt/2rYgMBW/

Let's block ads! (Why?)



بالي جميلة إندونيسيا الساحرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق